منتدى ابناء تلاغ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أعظم مصيبة حلت عالدنيا وفاته صلّى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل

 أعظم مصيبة حلت عالدنيا وفاته صلّى الله عليه وسلم Empty أعظم مصيبة حلت عالدنيا وفاته صلّى الله عليه وسلم

مُساهمة  hakimo الجمعة يوليو 02, 2010 2:03 pm

أعظم مصيبة حلت عالدنيا وفاته صلّى الله عليه وسلم

أعظم مصيبة موت النبي صلى الله عليه وسلم

الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً، وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً.

والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً، هدى الله به الإنسانية، وأنار به أفكار البشرية، وزعزع به كيان الوثنية ، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، وجاهد في الله ونصح، وزهد إلا فيما عند الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

لا إله إلا الله كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص:88] لا إله إلا الله كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإكْرَامِ [الرحمن:26-27] لا إله إلا الله كتب الفناء على كل مخلوق واستأثر بالبقاء.

اللهم لك الحمد، أنت الحق، ووعدك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق.

أمَّا بَعْد:

فو الله إني لمتحيرة كيف أدخل إلى هذا ، ومن أنا أمام هذا الموضوع المدهش المحير المبكي؟! إنه موضوع وفاته عليه الصلاة والسلام، إنه موضوع انتقاله إلى الرفيق الأعلى عليه أفضل الصلاة والسلام، وإني لأتقاصر حقارة أن أتحدث في هذا الموضوع، ولكن لا جدوى إلا بحديث يذكرنا بذاك الحدث الجلل، وكل حدث بعد وفاته هين سهل بسيط يسير.

قال الله عز وجل: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] إطلاق لا تقييد فيه، وعموم لا خصوص فيه كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ [الرحمن:26] فليبن أهل البغي والعدوان بروجاً من التحسين إن شاءوا، فو الله ليموتن ولو كانوا في بروج مشيدة، والموت وما أدراك ما الموت؟!

مذهل، سماه الله مصيبة فقال: إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ [المائدة:106] وكان السلف إذا آنسوا من قلوبهم قسوة تذكروا الموت والقدوم على الله وما بعد الموت، فمات كل عضو من أعضائهم مكانه، وأثر عن ابن سيرين رضي الله عنه وأرضاه أنه كان إذا ذكر الموت وسأله سائل قال: والله ما أدري ماذا تقول، طاش عقلي من ذكر الموت. وقال الحسن البصري رحمه الله: [[فضح الموت الدنيا، فلم يدع لذي لب فرحاً ]].

فإذا كان الموت هو مصيبة، وإذا كان الانتقال إلى الله هو رزية؛ فما بالكم يا أجيال محمد صلى الله عليه وسلم، ويا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بحادث وفاته عليه الصلاة والسلام؟!

بلَّغ الرسالة، وجاهد في الله، وقام الليالي منذ قال الله له: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً [المزمل:1-2] فو الله ما ارتاح ثلاثاً وعشرين سنة، قام فما ارتاح، ووقف فما جلس، سهر وعانى الجلاد والجهاد وفي توصية العباد، ونصحهم إلى الله عز وجل، ولما وقف بـعرفة حوله أحبابه ومحبوه وأصحابه وأقربوه، كلهم يرى فيه القدوة والأسوة، وكلهم يرى فيه الأب الحاني، والأخ العاطف، والمشفق الناصح، والصادق الأمين الذي أنقذهم الله به من الوثنية ، وقف وأنزل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى عليه قوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة:3] فتلاها على الناس، وعلم الناس أن فحوى الخطاب ولسان الحال يقول: إنك ميت فتأهب، وإنك مرتحل فتجهز، وإنك منتقل فودع أصحابك، فيقول عليه الصلاة والسلام بعدها: {يا أيها الناس: لعلي لا أراكم بعد هذا العام } ووالله ما رآهم بعد ذاك العام، فإذا البكاء وهم واقفون في هذا الصعيد، وإذا دموع الحزن تنهمر..

إذا اشتبهت دموع في خـدود تبين من بكى ممن تباكى




وعاد عليه الصلاة والسلام، قال ابن كثير رحمه الله: واستقر الركاب الشريف سنة إحدى عشرة في المدينة عائداً من من حجة الوداع، ومن موادعة الناس، ومن ذلك المؤتمر الذي استشهد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه، واستشهد الناس على أنه بلغ الرسالة فما كتم شيئاً، وأدى الأمانة فما ضن بشيء، فنشهد بالله ونشهد لله ونشهد في يومنا هذا إلى أن نلقى الله أنه ما كتم شيئاً، ولا هضم شيئاً، ولا ضن بشيء، بل بلغها كالشمس في واضحة النهار.

عاد إلى المدينة صلى الله عليه وسلم، وأخبره الله الخبر، وعلم أن كل من عليها فان، كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران:185] ويقول جل ذكره: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:144].

- وقع هذا الحادث المفجع عندما اشتد ضحى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وقد أتم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين سنة وأربعة أيام.
تسرب هذا النبأ الفادح وأظلمت من المدينة النبوية أرجاؤها وآفاقها، يقول أنس رضي الله عنه: " لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه، أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا " (صحيح ابن ماجه 1322) .
- يقول أنس رضي الله عنه: " لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء " أي أشرقت وأنارت الأشياء كلها بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وملأت الفرحة قلوب الصغار والكبار، والذكور والإناث.
" فلما كان اليوم الذي مات فيه، أظلم منها كل شيء " لما كان اليوم الذي فقدوا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أظلم منها كل شيء، تبدلت عليهم الأرض فما هي الأرض التي يعرفون وأظلم من المدينة كل شيء، فما كان في يومهم للذيذ من لذة، ولا للجميل من جمال، فقد ضاقت عليهم نفوسهم.
" وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا " ما نفضوا أيديهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وانتهوا من دفنه حتى أنكروا قلوبهم رضي الله عنهم، فما هي القلوب التي يعرفونها.. أنكروا قلوبهم رضي الله عنهم، وذلك لرقة إحساسهم ومشاعرهم، هؤلاء هم أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن ماذا نفعل نحن بقلوبنا التي لم تُنْكِر، وعيوننا التي لم تر شيئاً .

من يهن يسهل الهوان عليه :::: ما لجرح بميت إيلام




:: تــنــبــيــه ::
- لقد نبهنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على عظم مصيبة موته في الحديث الذي يرويه ابن عباس وسابط الجمحي رضي الله عنهما قالا: قال صلى الله عليه وسلم: " إذا أصيب أحدكم بمصيبة، فليتذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب "(أخرجه الطبراني وابن سعد والدارمي ومالك وغيرهم كما في السلسلة الصحيحة برقم 1106) .
- يتبين لنا من هذا الحديث أن موت النبي صلى الله عليه وسلم أعظم المصائب التي حلت وستحلُ بأمة الإسلام. لذلك يطلب منا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نذكر بمصائبنا موته وفراقه، وبذلك تهون علينا المصائب والخطوب.
- وما من عزيز أو قريب أو صديق فقدناه، إلا وذاق القلب من لوعة فراقه وحرقة وداعه، فهل شعرنا بشيء من هذا ونحن نتذكر فراق وموت الحبيب صلى الله عليه وسلم .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبنا فيقول:" أيها الناس، أيما أحد من المؤمنين أصيب بمصيبة، فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي "(أخرجه ابن ماجه 1300 من حديث عائشة رضي الله عنها) .
ولو تأملنا كلمة" فليتعز "لوجدنا فيها الدواء والعلاج، إن هذه الكلمة حروف يستطب بها الفؤاد .
كيف بنا نصاب بفقد النبي صلى الله عليه وسلم ولا نحس ؟
- إن المصيبة ينبغي أن تَعْظُمَ إذا سمعنا قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين "(أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه) .
وكأن المعنى بعد هذا النص سيكون:" لا يؤمن أحدكم حتى يكون موتي أعظم مصيبة من فقد والده وولده والناس أجمعين " . فأين هذا الأحساس وأين هذا الشعور ! فهذا هو إحساس المؤمن الصادق، أن يرى فقد النبي صلى الله عليه وسلم من مصائب الدين وأن أي إنسان فقدته ليهون أمام فقدان النبي صلى الله عليه وسلم .
هل فقدت أمك ؟ وهل تذكرت عند موتها أنها أخرجتك من ظلمات البطن إلى نور الدنيا، ورعتك وربتك ؟ لقد أخرجك الله تعالى بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم من ظلمات الضلالة إلى نور الهدى والتوحيد، وهذا بإذن الله تعالى إنقاذ لك من النار، فهل بلبن أمك وحنانها وعطفها تنقذ من النار !؟ .
- وكما قال أحد السلف: " فوالله، ثم والله، لو كان لي ألف أم بحنان أمي وعطفها ومِتْنَ في يوم واحد، ما ينبغي أن أحزن عليهن أكثر من حزني على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
أفلا يستحق رسول الله صلى الله عليه وسلم منا أن نحزن على موته، ونذكره أشد مما نذكر من فقدناه من الأبناء والأولاد والأحباب .
- فإن أي حبيب أو عزيز أو قريب، مهما لمسنا منه ودا وعطفا وعناية ورعاية، فلن يبلغ شيئا يذكر أمام ود وعطف وعناية ورعاية النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دلنا النبي صلى الله عليه وسلم على أسباب كل خير وسعادة، وحذرنا من كل سُبُل الشر والخسران في الدارين، تذكر هذا لتشعر بمصيبة فقده صلى الله عليه وسلم، تذكر هذا لتشعر بمصيبة موته صلى الله عليه وسلم كما استشعرها الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم .

إنتظروو الجديد مع


hakimo
hakimo
Admin

المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
العمر : 29
الموقع : //

https://sayah.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى